“صالحةٌ الصلاة مع الصوم، والصدقة خيرٌ من ادخار كنوز الذهب” (سفر طوبيا 12: 8)
“لا نخاف على كنيسة فقيرة خادمة وعلى كنيسة تمر في الضيقات، بل أن نكون كنيسة بدون رجاء” (المطران سليم غزال)
“أنا قلم رصاص في يد الرب الذي يكتب رسالة محبة للعالم”( الام تيريزيا دي كالكوتا)

المعهد المهني

 

أسّست الرهبانية المخلصية دار العناية سنة 1966, وهي مشروع اجتماعي ورسولي, يبغي تقديم الخدمة الإجتماعية للأطفال والشباب الذين حرمتهم ظروف الحياة من عطف الأب أو الأم, كما يساعدهم على تأمين مستقبل يضمن لهم حياة هنيئة مثمرة .

 

وكانت البدايات في شقة صغيرة في بلدة عبرا.

وفي شهر آب 1968, تمّ وضع حجر الأساس لدار العناية في الصالحية في العقار الذي قدّمه آل عودة لهذه الغاية, برعاية غبطة البطريرك مكسيموس الخامس حكيم. وتولى مسؤولية الدار في تلك الأثناء الآباء المخلصيون لطفي لحام (غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام), وجورج كويتر (راعي أبرشية صيدا ودير القمر -سابقا) وسليم غزال (المعاون البطريركي في لبنان-سابقا).

سنة 1973، كان عدد الأيتام قد تكاثر، فوجدت الدار أنه من الضروري المباشرة بالمدرسة المهنية التي كانت غايتها احتضان الطلاب واختصار الطريق عليهم بتعليمهم مهنة تساعدهم على دخول الحياة بسرعة، ولترسيخهم في مناطقهم وقراهم، لا سيما وأن معظمهم من منطقة صيدا ومن أبناء الجنوب . باشرت الدار في أول الأمر بفرعين لصياغة المجوهرات وصقل الألماس، وكانا يضمان 45 طالباً. لكن هذين الفرعين توقفا سنة 1975، مع اندلاع الاحداث في لبنان. وبعد حين استحدث فرعا المفروشات المعدنية والنجارة ثم فرع تصليح”راديو وتلفزيون“ الى أن أصبح لدينا الآن الفروع التالية: مفروشات خشبية، مفروشات معدنية، ميكانيك سيارات، كهرباء سيارات، ألومنيوم، الكترونيك، كهرباء عامة، تمديدات كهربائية، تجارة ومحاسبة، بيع وعلاقات تجارية. ومنذ السنوات الأولى فتحت مهنية الدار أبوابها أيضاً لكل شباب المنطقة، وعملت على تجهيز فروعها بالمعدات اللازمة، فهـي تحوي أحدث وأكمل المعدات لا سيما فـي فرعي الإلكترونيك والراديو– تلفزيون، وذلك بشهادة وزارة التربية ذاتها. وبفضل هذه التجهيزات الحديثة، وبسبب العناية الفائقة التي توليها الدار لطلابها يحصل هؤلاء على أعلى النتائج وذلك في الإمتحانات الرسمية التي يتقدمون إليها كل سنة. واتّخذت الدار شعاراً لمهنيّتهـا قول البابا بولس السادس "إن التنمية هـي طريق السلام"، ليقينها أن السلام الحقيقي لا يُقتنى بالسلاح والمؤتمرات بل بإعطاء الفرص لأبناء البلد ليعيشوا في استقرار وعدالة ملبّين حاجاتهم المشروعة. ينتمي معظم طلابنا الى الطبقة الفقيرة، ولا يستطيع الجميع تأمين الأقساط المدرسية كاملة، لذا يُدرس الوضع المادي لكل طالب لإيجاد حلول مناسبة ترضي الجميع. على الصعيد المهني، تشجّع مدرستنا روح الخلق والذوق الفنيّ والعمل الشخصي لدى طلابها بواسطة إقامة معارض سنوية تضمّ نتاجاتهم وأعمالهم الإبداعية . كذلك تُنظّم في غضون السنة زيارات لمختلف المصانع اللبنانية، فيتسنى للطالب لمس الحياة العملية والتدرّب على الأعمال التطبيقية. وترعى الدار متخرجيها الجدد وتساعدهم على إيجاد عمل يحقّق طموحاتهم .